تعديلات نظام العمل السعودي 2025
بداية أن هذه التعديلات تمثل خطوة جديدة نحو بيئة عمل متطورة ومتوازنة حيث جاءت لتحدث نقلة نوعية في سوق العمل السعودي، حيث تهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق العمال وأصحاب العمل، وزيادة تنافسية بيئة العمل، وتعزيز الفرص الوظيفية للمواطنين والمقيمين.
لكن، ما الجديد في هذه التعديلات؟ وكيف تؤثر عليك؟
في هذا المقال، سنستعرض أهم التغييرات، أبرز الفوائد، ونصائح قانونية لضمان الامتثال وحماية حقوقك!
أولًا: لماذا تم تعديل نظام العمل السعودي؟
تهدف التعديلات الجديدة إلى:
تحقيق مرونة أكبر في التوظيف وإنهاء العقود بطريقة تحفظ حقوق الطرفين.
تحفيز السعوديين للعمل في القطاع الخاص من خلال سياسات جديدة تشجع التوظيف.
تحسين بيئة العمل عبر تشريعات تُنظم الإجازات، العقود، الجزاءات التأديبية، وساعات العمل.
دعم المرأة العاملة بتعديلات تحمي حقوقها في الإجازات والأجور.
تعزيز التدريب والتأهيل للموظفين لضمان تطوير مهاراتهم بما يتماشى مع احتياجات السوق.
ماذا تعني هذه التعديلات لك؟
إذا كنت صاحب عمل، فهذه التعديلات تمنحك إطارًا قانونيًا أكثر وضوحًا لإدارة الموظفين بكفاءة.
إذا كنت موظفًا، فإنها تحمي حقوقك بشكل أفضل وتضمن لك بيئة عمل عادلة ومستقرة.
ثانيًا: أهم التعديلات التي يجب أن تعرفها!
التعديلات على مفهوم الاستقالة وما الجديد الذي تناولته التعديلات على النظام؟
أصبح تقديم الاستقالة واضحًا قانونيًا، ويجب أن يكون طلبًا مكتوبًا دون إجبار أو إكراه.
إذا لم يرد صاحب العمل خلال 30 يومًا، تعتبر الاستقالة مقبولة تلقائيًا.
يمكن لصاحب العمل تأجيل الاستقالة لمدة لا تتجاوز 60 يومًا، بشرط وجود مبررات مكتوبة.
كيف تستفيد من ذلك؟
إذا كنت موظفًا، فأنت الآن أكثر حماية من التأخير غير المبرر في قبول استقالتك.
إذا كنت صاحب عمل، يمكنك تنظيم عمليات الاستقالة بما يضمن استقرار العمل.
هذا بخلاف الإسناد مفهوم جديد في التوظيف حيث أصبح بالإمكان الاستعانة بعاملين عبر منشآت مرخصة لتوفير العمالة المؤقتة ولهذا أثره حيث يمكن أصحاب الاعمال من الاستفادة منه وفق التالي:
- الشركات يمكنها زيادة الإنتاجية بتكاليف أقل دون الالتزام بالتوظيف الدائم.
- العمال يمكنهم الوصول إلى فرص وظيفية جديدة دون الحاجة إلى عقود طويلة الأجل.
أما بخصوص توثيق العقود إلكترونيًا عبر “قوى“ يجب الانتباه للتالي:
جميع عقود العمل يجب أن تكون إلكترونية ومُوثقة عبر منصة “قوى”، مما يُلغي العقود الورقية التقليدية.
العقد الإلكتروني هو المرجع القانوني الوحيد في حالة النزاعات العمالية.
كيف تستفيد؟
إذا كنت موظفًا، حقوقك أصبحت أكثر وضوحًا لأن أي خلاف سيُحسم بالعقد الإلكتروني المُوثق.
إذا كنت صاحب عمل، فإنك تحمي منشأتك من أي دعاوى قضائية ناتجة عن عقود غير موثقة.
أما عن تعديلات على فترات التدريب والتأهيل فهي تتمثل في
الشركات أصبحت ملزمة بـ تسجيل عقود التدريب على منصة “قوى“.
حقوق المتدرب أصبحت مساوية تقريبًا للموظف من حيث الإجازات والمكافآت.
إذا رفض المتدرب العمل بعد انتهاء فترة التدريب، يمكن لصاحب العمل استرداد تكاليف التدريب.
كيف تستفيد؟
- الموظفون والمتدربون سيحصلون على بيئة عمل أكثر إنصافًا.
- الشركات ستتمكن من تطوير المواهب الجديدة دون خسائر مالية غير مبررة.
وبخصوص فترة التجربة أصبحت أكثر وضوحًا حيث:
الآن، يجب تحديد فترة التجربة بوضوح في العقد دون الحاجة إلى إعادة الاتفاق عليها.
الحد الأقصى لفترة التجربة 180 يومًا، مع خيار التنازل عنها نهائيًا.
يمكن فسخ عقد العمل خلال فترة التجربة دون تعويض لأي طرف.
كيف تستفيد؟
- الموظفون الجدد سيعرفون حقوقهم بوضوح أكبر عند بدء العمل.
- أصحاب العمل سيتمكنون من تقييم الموظفين بشكل أكثر مرونة.
أما بخصوص دعم العمالة النسائية – تعديلات إجازة الوضع نجد أنه تم:
تمديد إجازة الوضع من 10 أسابيع إلى 12 أسبوعًا بأجر كامل.
المرأة ملزمة بأخذ 6 أسابيع بعد الولادة، بينما يمكنها توزيع الـ 6 الأخرى كما تريد.
إذا أنجبت طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، يحق لها الحصول على إجازة إضافية مدفوعة لمدة شهر كامل.
أما بخصوص تعديلات على إنهاء عقود العمل والإجازات نجد أنه تم:
تقليص مهلة الإشعار عند إنهاء عقد العمل من 60 إلى 30 يومًا إذا كان الإنهاء من الموظف.
لا يمكن لصاحب العمل إنهاء العقد دون تعويض إلا وفق ضوابط محددة في النظام الجديد.
إجازات جديدة:
- إجازة وفاة للأخ أو الأخت: 3 أيام.
- إجازة ولادة الأب: 3 أيام.
كيف تستفيد؟
أصبحت بيئة العمل أكثر إنسانية وتراعي الاحتياجات العائلية للعاملين.
ختاماً: إذا كنت استوعب حقوقك الجديدة ولا تتردد في المطالبة بها، تأكد من أن عقد عملك موثق إلكترونيًا، استفد من التعديلات الجديدة المتعلقة بالإجازات والاستقالة.
إذا كنت صاحب عمل: حدّث عقود موظفيك وفق النظام الجديد.، تأكد من الامتثال للتعديلات الخاصة بالتدريب، التوظيف، والإجازات، استفد من الإسناد لتوظيف العمالة المرنة عند الحاجة.
ولا تترك هذه التعديلات تمر دون استشارة قانونية! سواء كنت موظفًا أو صاحب عمل، فهم القوانين الجديدة يعني حماية حقوقك ومستقبلك المهني!”
بقلم/ المحامي والمستشار القانوني
فهد الذهيبي
رئيس مجلس إدارةشركة قمم الوطنية للمحاماة